——————————————————————————–

في السعودية..خادمات هاربات !

مربية وغسالة وطباخة وخياطة..مهن انتشرت داخل البيوت السعودية للتباهي بين العائلات، تمتهنها الخادمات القادمات من دول شرق أسيا وأفريقيا، حيث تشير بعض الإحصائيات أن 89 % من الأسر السعودية لديها على الأقل خادمة واحدة، وقد يصل العدد إلى 7 ما بين خادمات وخدم يعملن في مهن مختلفة..

وفي الفترة الأخيرة، تناقلت وسائل الإعلام العالمية العديد من القصص حول هؤلاء الخادمات، وآخرها قصة الخادمة منى، التي بثتها وكالة رويترز، حيث ذكرت بأنه بعد ستة شهور أمضتها منى مثل السجينة، انتهزت الفرصة الأولى التي لاحت أمامها لتلوذ بالفرار من الأسرة التي عملت لديها كخادمة دون أن تتقاضى أي أجر.
حكايات هروب متعددة
قالت منى (35 عاما) التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها أو الإعلان عن بلدها الأصلي في آسيا، "كانت السيدة ربة المنزل تهددني، قالت إنها سوف تقتلني ولن يعرف أحد بالأمر لان أسرتي لا تعرف مكاني، وعندما كانت لا ترضى عن تنظيفي كانت تركلني، كانت هناك كدمات سوداء وزرقاء على وجهي، لذا قررت الفرار، ذات يوم كانت السيدة منشغلة بالبحث عن ثوب في السوق، وضعت السلة وجريت مبتعدة على الفور".

وبينما تنتظر منى تلقي راتبها المتراكم لمدة ستة أشهر والذي يبلغ 600 ريال سعودي شهريا (حوالي 160 دولارا)، تنتظر "سارة" ثمرة عملها كخادمة لمدة ست سنوات متصلة لدى أسرة سعودية من الطبقة المتوسطة.

تقول سارة (37 عاما) "لم يكن هناك راتب على الإطلاق، توقعت الحصول عليه كل شهر لكنهم كانوا يقولون في وقت لاحق، الآن مضت ست سنوات".
وأضافت: "إذا رأتني السيدة نائمة أثناء اليوم تضربني وتأمرني أن أنهض، تضربني بفرشاة الأرض، وقالت إذا اشتكيت تذهبين إلى السجن.. كنت فقط ابكي واصلي".

بينما تقول حبيبة (18 عاما) إنهم كانوا يوجهون لها السباب ويضربونها عندما كانت تطلب راتبها الذي تراكم لمدة ثمانية شهور، والذي تأمل أن تتسلمه قبل أن ترحلها سفارة بلدها من السعودية، وتمكنت حبيبة من الهرب عندما توجهت الأسرة التي تعمل لديها إلى حفل زفاف في الرياض وبقيت وحدها مع والدة "السيدة".
"منازل آمنة" سرية
بعد تكاثر هذه القصص، وفي مواجهة انتقادات الجماعات الحقوقية، اتخذت السلطات السعودية خطوات لتحسين وضع العاملين، حيث أنشأت وزارة الداخلية مكتبا للشؤون الاجتماعية للتعامل مع الشكاوى كما خصصت منطقة الرياض منزلا للخادمات اللاتي يواجهن متاعب.

كما خصصت بعض السفارات الأجنبية في الرياض "منازل آمنة" سرية ليكون بمقدور الخادمات اللجوء إليها هربا من المعاملة السيئة لمخدوميهم، بينما يتولى الدبلوماسيين انتزاع رواتبهن غير المدفوعة وجوازات سفرهن التي يحتجزها عادة أصحاب العمل قبل أن يعيدوهن إلى بلادهن.

وقال دبلوماسي آسيوي -تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته- أن السعوديين لديهم مبرر لمخاوفهم بشأن ترك الخادمات للعمل، قائلا : "هناك خدعة تتبعها كثير من الخادمات، يأتين إلى هنا من اجل العمل لدى مخدوم، ثم يلذن بالفرار حتى يعملن بحرية حيث يمكنهم كسب المزيد من المال، ومن الصعب على السلطات اقتفاء أثرهن".

ويتعين على الخادمات في العادة تسليم راتبهن عن أول شهرين إلى مكتب التشغيل الذي استقدمهن، إلى جانب تعويض أرباب العمل عن عديد من تكاليف التشغيل، ويدفع رب العمل السعودي نحو ستة آلاف ريال كرسوم أساسية لوكالات التشغيل لتوظيف خادمة.
الدين المعاملة
الصحافة استطلعت أراء عدد من الأسر السعودية التي لديها خادمات وآرائهن في التهم الموجهة إليهم..

أبدت "أم إبراهيم" اندهاشها من هروب الخدمات من بيتها، ورأت أن التعامل بطرق ملتوية مع الخادمات أمر غير جائز، نافية عن نفسها التهمة بأنها تقسوا في معاملتهن أو أهانتهن، قائلة: "هم بشر مثلنا ويجب عدم أهانتهن أو تعذيبهن، فالدين المعاملة".

أما "أم إبراهيم" فأكدت بأن هروب الخادمات من البيوت هو بهدف الحصول على المال فقط، حيث يذهبن إلى العمل في بيوت سعودية أخرى بأسعار أكبر مما كانوا يتقاضونه لدينا.

السيدة "حصة" فأكدت بأن هناك تقصير من بعض الأسر حيث لا يطالبون أبنائهم بالتعامل مع الخادمة بأدب واحترام، وأشارت إلى أن هناك بعض التصرفات التي تصدر من ربات البيت وكذلك من الأبناء هي بحق مهينة جدا، ولذا يجب يفهم الأبناء على حسن التعامل مع الخدم بشكل عام لاسيما إذا كانوا مسلمين وهم الأغلب.
تقصير من بعض الأسر
"أبوسامي" أكد بأنه حريص على أن يعطي الخادمة أجرها كاملا عملا بالحديث الشريف: (أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، مشيرا أنه يقدم لها المقابل المادي نهاية كل شهر بانتظام.
وأوضح بأن لديه أسلوب خاص للتعامل مع الخادمة لضمان حقه وحقها، حيث لديه كشف سنوي توقع فيه الخادمة نهاية كل شهر باستلام مستحقاتها المالية كاملة، مشيرا إلى أن هذه الطريقة أفضل طريقة لضمان الحقوق، ولكنه أعترف بأن هناك بعض الأسر تقصر في هذا الجانب وكذا في معاملتهم للخادمة لاسيما في جانب مستحقاتها المالية.