سراب عاطفة!
خلق الله تعالى الرجل والمرأة وجعل لكل منهما صفات ومميزات يقطعان بها دورهما في الخلافة المعهودة إليهما في الأرض.. فميز الرجل بالعقل والفهم والقوة ليدير الحياة ويساير الواقع ويحمي رعيته من كل ذي شر.. وميز المرأة بالعاطفة والجمال والضعف لتزود الرجل بالحب والحنان وتخفف عنه أعباء الحياة وتشعره بمسؤوليتها..
فلا الرجل ينقصه حاجته إلى المرأة ولا المرأة يشينها حاجتها إلى الرجل.. إذ هما منظومة واحدة خلقهما الله ليكونا كيانا واحدا..
وهذه الحقيقة رغم بداهيتها لم يفهما أكثر الخلق!إن المرأة التي تفكر بقلبها –وكل امرأة تفكر بقلبها- لا تستطيع عادة فهم الأمور على وجهها الصحيح إلا بمشاركة غيرها من أصحاب العقول والخبرات.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون) [متفق عليه]، وهذا لا ينقص المرأة أبدا؛ إذ دورها في الحياة لا يتطلب منها إلا هذه الطبيعة التي جبلها الله عليها.. لكن عندما تخوض المرأة في غير مسارها الذي حدده لها الشرع المطهر يقع الخطأ ويظهر فساد إقدامها..
نعم فالطير في فضاء الدنيا الواسع دون وقوع أو زلل يفتقر إلى عقل وقلب.. فإذا ما عجز أحد الجناحين عن مهامه وقصر فيها لم ينجح الطير..
فإن أبيت أختي الفاضلة إلا أن تتقدمي لشأن من شؤون الحياة الوعرة فاعلمي أن العاطفة وحدها لا تكفي ولا تفي.. وإلا فالعقل منبع الفهم.. والدنيا ليست كلها قصصا نرسم معالمها ونحدد نتائجها..لا شك أنني أقدر في كل أخت –بحكم طبيعتها- حرصها على لين الجانب وخفض الجناح.. ومن لم يقبل هذا فيها فهو مخطئ.. لكن احذري أختي من أن تجزئي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فتعملي بجانب فيها وتتغافلي آخر أو تقصري فيه.. واعملي أن من الرحمة بعض القسوة.. والمقام ليس مقام تفصيل..
فأرجو منك أختي النظر الموضوعي للأمور بعيدا عن منظار العاطفة وحده.. لأنك إن لم تفعلي كانت عاطفتك عاطفة سراب! لا تصيب من الحق شيئا..
منقول
التصنيفات