حذرإبراهيم حسن الدريعي، مستشارنفسي، الآباء والأمهات من النقاش الحاد والجدل العقيم العنيف أمام أطفالهما، ناصحا الوالدين إن يكونا حين الخلاف في مكان منعزل عن الأطفال، لأنه "عندما يختلف الأب مع الأم ويعلو صياحهما تنتاب الصغار صورةمن الرعب ويشعرون بالخوف الشديد والهلع، لأن أمنهم النفسييتزعزع وعشهما الأسري يرون أنه يكاد ينهار".
وتابع: كم هي شقية تلك الأسرة التي تعصف بها المشكلات في كل وقت وفي كل حين فلا استقرار ولا راحة ولا هدوء نفسيا، الأب والأم لا يحلان مشكلاتهما بهدوء، بل بنكد و وإظهار عضلات كل على حساب صاحبه، والضحية أولا وأخيرا الأطفال.وأضاف المستشار النفسي:
الأدهى والأمر أن تدخل الأم صغيرها في مشكلاتها الشخصية مع زوجها، وكأن هذا الطفل سيحل مشكلتها، بل إنها سوف تغرس في نفسه الكراهية والحقد على والده منذ الصغر، لأنه أهان أمه، أغلى الناس عنده، وسوف تترتب على ذلك نتائج سيئة عندما يكبر هذا الصغير لأن هذه المواقف المؤلمة سوف تترسخ في اللا شعور عنده (العقل الباطن).واستشهد الدريعي بموقف أحد الطلاب في المرحلة المتوسطة، وسأله لماذا أنت متأخر في دراستك قال:هل ترضى أن أمك تضرب أمامك وأنت عاجز لا تستطيع أن تفعل شيئا أمام جبروت والدكمضيفا:
إذن الرسالة واضحة أبناؤنا ضحايا للعنف الأسري.
وأكد أن العنف الذي يشاهده الأطفالداخل أسرهم سيؤثر في مستقبلهم الزواجي، مردفا:عندما يشاهد الطفل والده يقسو على أمه فإذا كان الطفل أنثى فستكره جنس الرجال، وإذا كان ذكرا فسيعامل زوجته بمثل ما يعامل أبوه أمه فسيضربها، وهذا طبعا إيذان بتصدع الأسرة ثم الطلاق.ولفت إلى أنه ينبغي على الزوجينعندما يقدمان على الزواج البحث والتمحيص في طفولتهما وأي حياة عاشاها في صغرهما، هل هي حياة سعيدة أم حياة نكدة ويجب تجنب الزواج من الأسر التي تحدث فيها المشكلات بكثرة ولا سيما الأسر التي يهيمن عليها الطلاق النفسي، فالطلاق النفسيأكثر مرارة من الطلاق الرسمي، فأي حياة سعيدة تعيش فيها الأم بين جدران منزل لا أثر للحب والتفاهم فيه غير النكد والحسرة.
وأوضح أن الحب المتبادل بين الزوجينصخرة تتكسر عليها كل المشكلات سواء صغرت أم كبرت، وقال:الصفاء الزوجي نعمة من الله ولا يتحقق إلا بالتفاهم والحوار والصراحة بين الزوجين، والطلاق لا يحدث بين الزوجين
إلا وتسبقه سلسلة من المشكلات التي لم تحل بين الزوج وزوجته فهي أشبه بالورم الصغير الذي يكبر شيئا فشيئا عندها ينفجر إذا لم يعالج في حينه، فحذار أن تتراكم هذه المشكلات فتحدث الانفجار وهو الطلاق.منقول لعيونكم
التصنيفات