يمكننا القول بأن القرن الماضي كان من أفظع القرون التي مرت على الولايات المتحدة الامريكيه فيما يخص ارتكاب الجرائم ونوعها والتي تخطت في معظمها كافة الأخلاقيات والطبيعه البشريه. ببشاعتها ولعل ثورة الموسيقى والتقنية والأفلام في ذلك الوقت ساعدت في اثراء العقول المريضة للمجرمين مما ادى الى وجود العديد من القتلة المتسلسلين والذين يسعون للشهرة من خلال اعمالهم الشنيعة.واكثر الجرائم التي حيرت المحققين حينها واثارت الفزع والهلع بين سكان مدينة لوس انجلوس قضيه القاتل المتربص…
بدأ الامر في الثامن والعشرين من يونيو سنه 1984 م عندما قام لص بإيقاف سيارته خارج مبني للشقق السكنية وكان اللص يبحث عن أي شيء ثمين يمكن أن يسرقه ويوفر له جرعة جيدة من المخدرات .ولأن الجو كان حارا في تلك الفترة من السنة كان من الصعب عليه ايجاد نافذة مفتوحة يمكنه من خلالها الدخول للشقق بسهولة وبعد بحث مضن وجد ضالته في نافذة تابعة لشقة سيدة عجوز تدعي جيني فينكو (79) عاما بحثه عن اشياء ثمينه وبخفه عاليه حيث أن العجوز كانت نائمه في غرفه نومها بجوارالمجرم لم تشعر بوجوده ابدا فطيلة وجوده في الشقة كان مراعيا لحركاته حتى لايلفت الانتباه اليه ويفضح وجوده .ويبدو أن عدم ايجاده لشيء ذي قيمة فقد أثار الغضب في داخله فتوجه مباشرة الى غرفه العجوز ووقف عند رأسها ينظر اليها لبرهة من الزمن قبل أن يسل سكين صيد كانت بحوزته وينهال على صدرها بالطعن . استيقظت العجوز على الألم الفظيع الذي أحست به وبعد عدة طعنات تعب المجرم من الطعن قام بوضع يده على فمها لاسكاتها ومن ثم قام بنحرها ومن ثم ببشاعة لايمكن وصفها قام بالاعتداء عليها جنسيا على ضحيته لاتكون اول جرائمه وبدء مسيرته الاجرامية. وفي وقت متأخر من ذلك اليوم اكتشف أبن العجوز المسكين جثة امه غارقه في دمائها فقام بإبلاغ الشرطة التي لم تكن لتستطيع أن تفعل شيئا فالمجرم كان محتاطا بحيث لم يجدوا بصمة واحدة أو أي أثر لدمه.
وفيما مازال المحققون يتخبطون في حل لغز الجريمة السابقة وبعد أقل سنة بالتحديد في السآبع من شهر مارس سنة 1985 م قام المجرم الذي فيما يبدو أحس باثارة جريمته الاولى في البحث عن طريدته الجديدة فقام بالاختباء قرب أحد مواقف الطرق السريعة ولم يمض وقت طويل حتى وقفت سيارة تابعه لشابة تدعى ماريا هيرنانديز (20) عاما التي تفاجأت بانقضاض المجرم عليها من العتمة وترجته أن يبقي على حياتها بعدما شاهدت المسدس بيده ولكن المجرم وجه مسدسه واطلق النار مباشرة على رأسها وفي ردة فعل طبيعيه منها قامت برفع يدها لحماية وجهها فاصآبت الرصاصه ميدالية المفاتيح التي بيدها لتحرف مسارها وتنقذ حياتها من موت محقق وتظاهرت ماريا بالموت طيلة الوقت ولكن رفيقتها التي تفاجأ المجرم بوجودها لم تكن اسعد حظا حيث تلقت دايلي (34) عاما طلقه مباشرة في رأسها لتسقط جثه هامدة ويلوذ المجرم بعدها بالفرار .
ولكن هذه المرة اسقط المجرم قبعته وعند وصول السلطات الى موقع الحادثه وجدوا ماريا في صدمة ولم تكن شهادتها في وصف القاتل دقيقة فكل مااستطاع المحققون ان يعرفوه عن المجرم انه طويل وقاتم البشرة واسنانه رديئه ومتهالكه وعيناه متباعدتان كما انها تقول انه ربما يكون لاتينيا . وعلى الرغم من هذه المواصفات الا ان ماريا عجزت عن اعطاء المحققين وصفا ادق للحصول على رسم تقريبي لوجه المجرم.
وفي هذه الاثناء كان المجرم غاضبا من فشله في عمليته الثانيه وفقدانه لقبعته في مسرح الحادث فماذا كان الحل في رأيه.؟؟ الحل تمثل عند هذا المجرم بعد أقل من ساعة على جريمته بالاعتداء على تساي ليان يو (30) عاما وقام بكل بساطة بسحبها من سيارتها واطلق عليها عدة طلقات من سلاحه لمجرد أن يتنفس عن غضبه ومن ثم فر بسيارته بعيدا عن الانظار.
وبعد اسبوعين تقريبا قام القاتل باقتحام منزل تابع لفينست (64) عاما وزوجته ماكسين (44) عاما ليجد الزوج فينست نائما على الاريكة وفي لمح البصر قام باطلاق النار على رأسه ليموت لحظتها ولكن زوجته لم يكن حظها بنفس حظ زوجها حيث قام المجرم باطلاق النار عليها ثلاث مرات قبل ان يهم بطعنها عدة طعنات وبعد سئم من كثرة الطعن قام بنحت بعض الرسوم على جلدها بسكينه ومن ثم قام لنهب المنزل وقبل خروجه عاد ليضع بصمته البشعه على جثة ماكسين ليقتلع عينيها من رأسها بعد هذه الجريمه توقف المجرم مدة اطول قبل أن يضرب من جديد .

حيث قام باقتحام منزل الزوجين هارولد (65) عاما وزوجته جين (56) عاما وفيما كان يهم بدخول غرفة نومهما قام القاتل بشحن مسدسه استعدادا لاطلاق النار وقتل ضحيته ولكن اثناء هذه الحركة اصدر صوتا قويا لفت انتباه السيد هارولد الذي انقض الى الدرج قرب السرير لاخراج مسدسه ولكن القاتل كان اسرع فاطلق عليه طلقة اصابته فوق شفته العليا مباشره ليسقط على الارض وعندما حاول القاتل اطلاق رصاصته الثانيه علق المسدس فقام بركل ولكم هارولد حتى فقد وعيه وتوجه بعد ذلك لزوجته جين ليكبلها بالسرير بعد ان قام بضربها بوحشيه وبعدها قام بنهب مايريد ثم لاذ بالفرار عندها استيقظ هارولد باعجوبة وقام بالاتصال بالشرطه وصرخ طالبا النجدة لثوان معدودة قبل ان يغمي عليه مجددا. ولم ينج السيد هارولد تلك الليله فقد توفي وهو في طريقه للمستشفى اما زوجته جين فكانت في صدمه شديدة بعد أن قامت الشرطه بمقارنه بصمات الارجل التي وجدت في الحديقة والرصاصات التي اطلقها المجرم على ضحاياه تآكدت الشرطه أن القاتل هو نفس الشخص في القضايا السابقه ليتآكدوا عن يقين بانهم يواجهون قاتلا مجنونا لن يتوقف عند هذا الحد بل سيستمر.
وصبيحة اليوم التالي اعلنت صحيفه انه يوجود مجرم يطلق عليه ( القاتل المتربص ) يقتل ويغتصب ضحاياه وبعدها ينجو من فعلته وقد دب الخوف والفزع في ارجاء كاليفورنيا ومدينه لوس انجلوس .وتآكدت الشرطه انها تتعامل مع شخص مختل عقليا ويجب الاسراع القبض عليه وبعد عدة جرائم خاف المجرم ان ينكشف امره فقرر ان ينتقل لبلدة جنوب لوس انجلوس وهناك كان يتربص في يوم من الايام في سيارة تويوتا كما ذكر شاهد اشتبه في امره عندما رأه يتجول في الحي فقام باالابلاغ عنه وبعد ان قامت الشرطه بفحص لوحة السيارة عرفت بانه تم بالابلاغ عن سرقتها وبعد فتره وجدت مهجوره في أحد الازقه بالبلدة وبعد فحصها تم العثور على عدد من البصمات تعود الى شخص يدعى رديتشارد أو ريكاردو راميزيز ليكشف رجال المحققين اخيرا هوية القاتل الذي اتعبهم طيله السنتين الماضيتين قامت بعدها الشرطه بنشر صوره في كافه الصحف وفي كافه القنوات الوطنية وعندما عاد راميريز في مقاطعة لوس انجلوس لمحاوله تجديد نشاطه لم يكن يعلم بأن كل شخص في الولايات المتحده يبحث عنه . ولسخريه الموقف كان راميريز في مقاطعه مشهورة بعصابات لاتينيه شرقي المدينه في محل للكحول عندما كان يتلذذ بمشروبه صرخت سيدة في المحل قائله ( انه هو انه القاتل المتربص ).
عندها وقف كل من كانوا بالمحل فهرع راميريز خارجا يركض لعدة امتار وعندما حاول سرقه سيارة للهروب قبضت عليه المافيا اللاتينيه هناك وامسكوا به وقاموا بضربه بماصورة حديدية قبل ان تآتي الشرطه لتنقذه من ايديهم. دبت السعادة في ارجاء المدينه بعد التاكد من القبض على القاتل المتربص وفي محاكمه استمرت شهرين حكم على راميريز بالاعدام 19 مره بعد محاكمه مثيره قتل فيها احد اعضاء لجنه المحلفين وهو الان ينتظر تنفيذ الحكم في زنزانه انفراديه بسجن سان كوينتن بولايه كاليفورينا الامريكيه