بسـم الله الرحمن الرحيم ..

كتبـت روايتي الأولى ولكنها لم تـكن بذاك المعنى القـوي وذاك الجمال الخارق …
كانــت تجربتي الأولى وتمنيـت المواصلـة لأنهي مابدأ بـه قلبي قبـل قلمي ولكـنن فكـرت بإن لا أضيع
الوقت بطريقة خاطئة ، فكرة قديمـة ، إسلـوب مستهلك ، مـوضوع لايمتلك مضمـون قوي ،
ولاعبرة ، فقررت أن يـقف قلمي هنا ، ولكـنه يسـتمر من جديد ..

لطآلمـا كان إختيآر العنوآن لـ المقال أو الرواية أو النصـوص الأدبيـة مهم جدا ، وسبب في جذب النآس ، وسبب في النشر

إختيآري لإسـم الرواية يتضمن أشـياء كثيرة .. حيث احترت

بماذا أختار ؟ هل أختار قيود تسيـطر على عقول بنات حواء ؟ أم حريـة مفرطة لهـن ! أم عذاب مـن قسوة الزمن ..

وفكرت في كم عنوآن يجذب النآس

لكني أخيرا رسيت على إسم ، شـعرت أنـه يمثل الروايـة /

" "بنات حواء بين سندان القيـــــود ومطرقة القسوة " "

فأهلا بكم عزيزاتي .. في روايتي "بنات حواء بين سندان القيـــــود ومطرقة القسوة " ..

أتمنـى فعلا ، أن تستمعتوآ بـ قرائتهآ

يسـعدني غآليتي نـقلك لـروآيتي …

ولكـن إسمـي مضـمونا معـهآ

نبضهآ نآدر … 🙂

و كي لا نطيل عليكم .. سوف تبدأ لكم أول حواء

من روايتي " بنات حواء بين سندان القيـــــود ومطرقة القسوة" !

بنات حواء بين سندان القيـــــود ومطرقة القسوة

حـــواء

(1)

المرأة سحر مسحور *** لو تداوى القلب المهجور

لوترفرف فوق البنور *** لسادت أعالى النجوم

وذهبت فى مخيم من نور *** وتلألأ نسيمها فى الحور

لو جار عليها المهجور *** لتلفت كل العصور

مثل العنقود المدلول *** مثل البلسم والبلور

ان ترفرف نسيمها *** أظهرت كل المغرور

وياويلتا من لهفة *** تنشد وتشدوا فى غفوة

قلب يصير وقلب يغير*** وحتى الحجر ممكن يلين

لعناقيد لؤلؤ وطين *** لو صاروا طول العمر ملهمين

يامرأة العمر ياعينى *** كونى مثلما اوصفك بتلومينى

كيف ان سألك الزمن*** عن حياة سنين بلا عمل

ياما كان ليكى دورفى الامل *** ويشهد ليكى الزمن

انك دائما سباقة ومصداقة *** لرفع من شأن الرجل

منـقول

فتـآة ذات جمال عربي … عيـن واسـعة سوداء كسـواد الليل …
شـعر طـويل بلـونه الأسـود منسـدل على الكتفيـن … أنـف مسـلول … فـم كآلـتوت ..
جسـد ذآ قـوام رشيـقة … قـميص ضيـق بلـونه الأحمر الجذاب …
بنطال يضغـط على الرجلين بلـونه الأسـود .. رائـحة العـطر تفـوح في تلـك الغرفـة البسيـطة …

ضـربـت الباب بهدوء ، والإبتسامـة على محياها : ممكـن أدخل …

زفـرت بضيـق : دخلي …

فــتحت الباب ، بـطيـبة : ريـحانـة ليـش مانزلتي تفطريـن معآنآ ؟

ميلـت فمها بضيق : مـومشتهيـة …

بخـوف : ليـش ؟

إســتندت على الجدار وبإبتسامـة سخريـة : والي يجلـس مع هالمعقـدين لـه نفس ياكل …

قـطبت حاجبيها ، أردفــت بإسـتغراب : مـن تقصـديـن ؟

إقــترب من المرآه ، وهـي تفــتح علبـة المكياج ، لـتزين عيناها باللـون الأسـود ، بسـخريـة : مـن غيرهـم هالشياب عايشيـن معانا ومخربين حياتنا ، بس قـرب يـومهم …

إقـتربت منها لـتسحب علبـة المكياج ، ليـنسمع صـدى وصولها للأرض بقـوة ، بغـضب : ريحانـة إحترمي نفسـك وإعرفي عن مـن تتكلميـن ، في أحـد يخاف الله يتكلم عن أمـه وأبـوه بهالطريـقة ….

ضـحكت بسـخريـة : هه أمي وأبـوي ، حبيبتي أمي وأبوي مآتوو من زمان ، هذولا الشياب مآ أتشـرف يـكونون في مقام أمي وأبوي ، هذولا مكانـهم دار المسنين …

رفعـت يدها لتلطـم وجه ريحانـة بشـدة ، بعصبيـة : مآ أسـمح لـك

وضعــت يدهآ على خدهآ ، بقـهر : برآآ طلعـي برآآ ، أنآ الي طلـعت من مثـل البطـن الي طلعتي منـه تسمـحين لنـفسج تمديـن يدك علي وهالعجيـز والشآيب أغلى مآعـندج في الدنيآ طلعي برآ

دمعــت عينهآ بحـزن على حآل إختهآ المـتدمر ، بحـزن : هآلعجيز والشآيب الي تتكلميـن عنهـم وكأنهـم مآيسـوون شي هذولآ لـو موموجوديـن ويحبـونآ ويخآفون علينآ كآن الحيـن إنتي في دآر الأيتآم أو في الشآرع بمآ إن إحنآ مويتيميـن …

وضعـت يدهآ دآخل إذنهآ وهي تمـنع نفسهآ من سمـع كلـمة وآحدة تـجرحهآ ، بصـرآخ : برآآ مآبي أشـوفج برآآ …

نـظرت لهآ بغيـض : بطلـع بطلـع يآريحآنـة بس صدقيني لـو غلطتي على أمي وأبوي بتشـوفين شي عمرج مآشفتيـه ، أنآ أحبج إيـه أنتي إختي بس هـم أمي وأبوي فآهمـة …

جلسـت على الكرسي ، بغيـض : برآآ برآآ …

إتـجهت لبآب الغرفـة ، وهي تنـظر لإختهآ بغيـض من تصرفآتهآ الخآطئـة ، مشيـت بخطوآت وآسعـة خآرج الغرفـة لـتفـتح بآب الغرفـة المجآورة ، إبتسـمت لآإرآديا : تقبـل الله …

خلعــت ثوبهآ الأبيـض ،ثـم وضـعته على الطآولـة ،بطيـبة قلـب : منآ ومنـج صآلح الأعمآل يمـه …

همسـت بحـب : فـطرتي يمـه …

بإبتسآمـة عذبـة ، وضـحــت تجآعيـد وجههآ المشـرق بالإيمآن : يمـه طيـبة تعـرفين الحيـن سآعـة كم ، الحيـن الظهـر يآيمـه ، في أحـد يفـطر الحيـن …

حكـت رأسهآ بحـرج ، بضـحكة : يمـه لآتحرجيني خفـت يمكـن مآفطرتي ، لأني للحيـن مآ فطـرت ..

وضـعت عينهآ بعيـن إبنتهآ ، بإستـغرآب : ليـش مآفطرتي للحيـن ، يمـه أنآ كم مـرة أقـولج الصلآة يآيمـه أكيـد صـليتي الصـبح مع الصلآة الحيـن …

همسـت بحرج : صحيـح يآلغآليـة ، أنآ صليتهآ الحيـن قضآء …

نـظرت لهآ بعـتب ، ثـم تجآهلـت وجودهآ ومشيـت لسـرير الغرفـة لـتجلس …

قطـبت حآجبيهآ بضيـق وضـجر ، مشيـت بخطوآت وآسعـة لتـجلس على الجآنب الآخر من السـرير ، برجآء : يمـه الله يخليـج يآلغآليـة سآمحيني ، والله العلي العـظيم مآكآن قصـدي كنـت أجهـز البحث للدكـتور وكنـت نآويـة أوآصل للأذآن مع إن مو من عآدتي ، بس غفت عيني للأسف ، سآمحيني تكفيـن يمـه …

أخذت الخيـط وقطـعة الثـوب المـتمزق من الجآنب ، وهـي تضـع الخيـط في الجآنب الممزق من الثـوب ، بضيـق : طيـبة يآبنـتي ، لآتطلبيـن السموحـة والعفـو مني ، طلبي من رب العآلمين يسآمحج ويـغفر لـج ، ولآتكررينهآ يآيمـه ، ربـك بيـغضب عليج وأعوذ بالله من غضبـه …

دمعــت عينهآ ، بخـوف ونـدم : أسـتغفر الله العلي العـظيم من كـل ذنـب عـظيم ، يآرب سآمحني ، إن شاء الله مآعآد أكررهآ أبد ، يارب سآمحني …

إبتســمت بسعآدة : الحمدالله ، يآيمـه لآتخآفين ربك رحيـم وبيسآمـحك ، إختـج صلـت ….

حركــت كتفهآ بدلآلـة على عـدم معرفتهآ بهذآ الأمر ، بهـمس : مآ أعـتقد يآيمـه أنآ رحت لهآ كآنـت تلبـس وتـحط لهآ هالمكيآج ، هي أصلا متـى همهآ صلـت ولآلآ ، عبآدة ربهآ هي آخر همهآ …

قـطبت حآجبيهآ بضيـق ، لتتلآشى الإبتسآمـة ويحل مكآنهآ العبـوس : الله يهديهآ يآرب الله يهديهآ ويصلحهآ ويصلـح حآلهآ ، هالبنـت فقـدتني عقلي الله يهديهآ ، مو مريحني يآيمـه إلآ إنـتي آآه بس …

ربـتت على كتـف إمهآ ، لـتردف : يآلغآليـة هـونيهآ وتـهون إن شاء الله ، إدعي الله يهديهآ ، وحآولي تنصحينهآ يـمه …

وضعـت يدهآ على رأسهآ ، بضـجر : يآليـت يآيمـه تسـمع النصآيح ولآتنفـذهآ يآليـت …

وقفــت ، وهي مبتسـمة بضـيق على حآل إختهآ : مآعليـه يآلغآليـة إدعي لهآ ، أنآ بـروح أطلـع الملآبس من الغسآلـة وبنشـفهآ ….

إبتسـمت بهدوء : روحي يآيمـه الله يسـعدج بس لآتتأخريـن إذآ حطينآ الغذآء بصـرخ عليـج …

أشآرت على عينهآ ، ببسمـة : مـن عيـوني يآلغآليـة ، تآمريـن على شي ثآني …

إرتـدت خفيهآ ، وهـي تسـتند على عصآتهآ لـتقف ، إتـجهت نآحيـة البآب ومشـيت للمـطبخ القـريب من غرفتهآ ، لـتطبخ الغذآء …

أخــرجت الملآبـس من الغسآلـة الكهربآئيـة ، وهـي تأخذ قطـعة ثم الأخرى لـتضغط عليـهآ بيديـهآ ليخـرج المآء المـختزن فيهآ وتـجف ، كآنــت تنـشد أنشـودة من الأنآشيــد الإسلآميـة بصـوتهآ العذب المميـز ، سمعـت صـوت من الغرفـة المقآبله لسطح المنـزل وكأنـه صـوت ونيـن وبكاء ، إســتدآرت للجـهه من السـطح المقآبلـة للغرفـة والخـوف يعـم في قلبهآ ….

,

شآب في التآسعـة عشر ربيـعا ، فهـو في عـمر الزهـور ، يمـتلك جميـع الصفآت الطيـبة ، لديـه طمـوح و أحلآم شآب ذكي مخلـص طيـب وحنـون ، تـخرج مـن الثآنـويه بمـجموع إمتيآز ، الأول على مدرسـته ، يسـهر الليـل والنهآر مـن أجل درآسـته ، فمـن طلب العلآ سـهر الليآلي ، كآن مـحترم ومحـبوب بيـن جميـع من في مدرسـته ، رغـم الظـروف المحيـطه بـه ، فمآ هي تلـك الظـروف وهل سيـصمد أمآمهآ ؟ أم يتـنآزل عن أحلآمـه ويسيـر في الطريـق الخآطئ ، فهـو تحدى الجميـع للوصول إلى هدفـه دوء إستثنآء ، هل يصمـد ؟

جــدرآن عـــريـضة مـزخرفـة فآتــحة اللـون …

إضآءه خفيـفة بسـبب ضـوء الشمـس المسيطر على أرجآء الغرفـة …

شـآب في التآسعـة عشـر من عمـره … وآضـع رأسـه على ركبتيـه .. على ملآمـح وجهه التقـطيب والعبـوس … حـزين كئيب … في حيـرة من أمره …

إقتــربت مـن بآب الغـرفة المفـتوح … وهـي عآبسـة وحـزينة على حآل أخيهآ السعيـد وفجأه
تحـولت السعآدة … إلى حـزن وضيـق وضجر … تنـهدت بضيـق : يصيـر أدخل …

رفــع رأسـه من على ركبتيـه … وهـو ينـظر لإخــته الوآقفـه عنـد مـدخل الغرفـة … وهي مبتسـمة
… همـس بضيـق : تفضـلي …

إقــتربت بخطوآت وآسعـة نآحيـة سـرير أخيهآ … وهـي تجلس بجآنبـه …
وضعـت يدهآ على كتفـه … لتشآركـه في حمل همـومه وأحزآنـه … همسـت بحب : رآئد لآتسـوي
بعمـرك جذي … حرآم عليـك … ترى مآفي شي يسـوى …

رفـع عيـنه وهـو ينـظر لهآ بعـتآب : مآ أسـوي بنفسي جذي … ومآفي شي يسـوى
يعني مسـتقبلي مآيسـوى شي … تعبي وشقآي وتحملي طـول هالسـنين … مآيسـوى !

رطبــت شفتيهآ بلسآنهآ ، بإبتسآمـة عذبـة : رآئـد يآ حبيبي … صدقـني مآفي شي يسـوى
ولآشي … لآتكـدر روحـك على الفآضي …

رفـع حآجبـه بضيـق : على الفآضي … أي فآضي ؟ … أمي وأبوي يتهآوشـون وأنآ السبب
وشـي فآضي … عيـل وش المـهم يآ رسـل …

رسـل : حبيبي رآئد إفهـمني … أمي وأبـوي مـو أول مرة يتهآوشـون … الحرب بيـنهم على طـول …
والنآر على طـول مشـتعله فيمآ بيـنهم … هذي حيآتـك ومسـتقبلك إنـت تحدده وتختآره …
لآتعطي فــرصة لأحـد يختآره لـك …

رآئـد بهـم : بـس هذولآ أمي وأبوي مـو أي أحـد يآ رسـل …

تنـهدت بضيـق : وأمي وأبوي مـتى هـمتهم درآستنآ … آخر همـهم تدري لـو تسألهـم أنآ بأي سـنة
مآيـعرفون أصلا … رآئـد خلنآ نتـكلم بالمنـطق لو أمي درسـتك وجآهـدت معآك عشآن درآستـك …
نصـحتك كآن الحيـن وآجب عليـك تطبـق الي تبيـه وبعـد مآبتـطلب هالشي لأنهآ
بـتكون تـعرف طمـوحك … أمآ الحيـن الوضـع مختلف أمي مآتهمهآ أنـت ولآ أنآ …
هي مـو مهـم عندهآ تكون فآشل أو نآجح هي تـبيك تدخـل التخصص الي هي تختآره لسببيـن …
الأول حتى تـقهر أبوي الي يبيـك تدخل تخصص ثآني … والسبب الثآني عشآن تتفآخر قدآم صديقآتـه
وجمآعــته … مـع إنهآ مآكآنت سبب لـوصولك بهالمسـتوى … جهـدك هـو السبب …

وقــف … ووضـع يده على رأسـه … ودمـعه حيـرة سقـطت من عيـنه … بألم : مدري مدري … شسـوي
دبريني يآ رسـل … أمي تبيني أدخل طـب … وأبوي يبـيني أدخـل هنـدسة …

رسـل بإستـفسآر : وإنــت ويـن رحـت … وش تبي تـدخل ؟

ضـغط على شفتيـه بألم ، بهـم : أنآ ضـعت من بيـن أمي وأبوي … أنآ حلمي أدخـل محآمآه وأصير محآمي … أدآفع عن المظلـومين مـثلي ومثـلج …

أغمضـت عينيـهآ بـحزن على حآل أخيهآ ، بإسلـوب أمـر : أدرس محآمآه أنت تـبي محآمآه
أدخـل الي إنــت تبيـه وتختآره … وأمي وأبوي بيـزعلون وبعـد كم يـوم أو كـم سبـوع بيـرضون …
وبيـرضخـون أمآم الأمر الوآقع …. لآتـدخل مجآل من الي هـم يبـونه … بتـندم بعديـن وبتـهدم
مسـتقبلك …

جلـس على السـرير بـقـوة ، بعذاب نفسي : أنآ تعـبآن تعـبآن رسـل سآعديني … مدري وش أسوي مدري …