اضغط على الصورة لعرض أكبر.     الإسم:	Child-at-play.jpg   مشاهدات:	173   الحجم:	43.5 كيلوبايت   الهوية:	39779

نحتاج إلى تعليم أطفالنا الإبداع

الطيب فضل عقلان
التعليم الأساسي والتمهيدي يعني (العلم في الصغر كالنقش في الحجر).. وكم هو محتاج طفلنا إلى تعلم أبجديات الإبداع في مختلف فنونه إلى جانب التعليم للقراءة والكتابة والحساب الخ. وأظن – وأرجوان يكون ظنا صائبا – أن المنهج الدراسي المقرر على أطفالنا (فلذات الأكباد) فيه هذا الاهتمام خاصة بعد توحد المنهج بتوحد الوطن ..

أطفالنا في أمس الحاجة لتعلم الإبداعات (الرسم/ المسرح) وكذلك كتابة الشعر والقصة وإننا بذلك سنكتشف كثيرا من المبدعين وإن كانوا لايزالوا براعم إلا أنه مع الصقل (وليس السقل) والتربية والاهتمام بهم سيكونون نجوم المستقبل في مثل هذه العطاءات الإنسانية الراقية التي تهذب النفس والروح. زد إليها التحصيل العلمي المقرر عليهم بدلا من أن نترك (الحبل على الغارب) ونفسح المجال للهواة في هذا المجال (من الكبار) ليضحكوا على أطفالنا (مثل الحلاق الذي يتعلم على رأس اليتيم) وتراثنا الإبداعي مليء بالكثير الذي يتوجب علينا غرسه في ذهن الطفل

ففي نفوس أطفالنا كثير من الهوايات الرياضية لو وجدوا التوجيه الجيد والسليم لأبدعوا وتألقوا، ويشرط أيضا أن نؤهل المدرس الجيد لأن مرحلة الطفولة هي من أصعب المراحل (لا أن يكون المدرس أبلد من الطالب) نعلم أطفالنا عشق الإبداع وننمي فيهم الهوايات التي يحبونها مع توفير وسائل التعليم الراقية والأماكن المناسبة التي تمكنهم من تقديم ذلك العطاء الذي نحتاجه مستقبلا .فالأطفال والشباب هم عماد الغد الجميل الذي نحلم به جميعا بدلا من أن نتركهم يهرعون بغباء نحو (البلاستيشن) والفضائيات السمجة وعروض أفلام الكرتون التي تسيء إليهم والينا وإلى عاداتنا وتقاليدنا، فإذا أجدنا إرشادهم للجميل سيختارونه وسيدفعهم الفراغ للاختيار الخاطئ .. نريد مسرحا للطفل من سنة اولى إلى الثانوية والجامعة ونحلم بتكوين فرقا موسيقية كذلك لتعلم العزف وكذلك الغناء وأيضا الرياضة بمختلف فنونها بهذا نكون قد فرشنا الأرضية الصلبة حتى ينطلقوا لتحقيق الأجمل والأرقى.

فهذه هي السن أو العمر الأكثر إمكانية لتعليم أساسيات الأمور فمازالت عقولهم (خام) وقادرة على الاستيعاب ونكون قد استطعنا ضرب أهداف (التربية والتعليم) في عمقها وخلقنا الإنسان المتعلم والمثقف والواثق من نفسه فهذه اجابات نحن ملزمون بها بدل أن نترك أطفالنا يتوهون في مغبة الغزو الثقافي الآتي من دول لا تحترم آدمية الإنسان، والأطفال بطبيعتهم الفطرية يحبون الضحك والغناء والرياضة فإذا ربطنا الموهبة بالتعليم سنحقق الأهداف التي يطمح إليها الجميع ويتمنونها.

فأطفالنا أمانة في أعناقنا وتربية الطفل تربية سليمة حلم كل أب (أليس كذلك؟) دعونا نتكاتف لصنع ذلك خصوصا أن الإستراتيجية الخاصة بالتعليم قد أقرت ذلك ولو أن المكلفين بتنفيذ تلك الإستراتيجية (كل يغني على ليلاه) ومرت السنوات ونحن في سبات عن مستقبل أطفالنا وشبابنا وكأن الأمر لايهم أو كأنه (كلام على الورق) الطفل غدا شاب والشاب غدا رجل وتسليحهم بالعلم واجب والاهتمام بمواهبهم وإبداعاتهم (واجب ونص) نحتاج أغنية للطفل من خلالها نعلمه (الصح والغلط) ونحتاج مسرحا للطفل حتى ننمي في عقله الفكر والثقافة وكيف يشارك في بناء الوطن ويعشقه نبسط له الأمور (على مستوى عقله) حتى يستوعب عقله ما نريد منه كرجل المستقبل.

فالطفل عندما يخطئ يتعلم (والكبير عندما يخطئ يكابر ويزيد في أخطائه كانت لنا تجارب جميلة في حياة الطفولة انتهت اليوم بل حتى (النشاط اللاصفي) بدأ يتقلص حتى تم إلغاؤه النشاطات مهمة (فالجسم السليم يحمل العقل السليم) أطفالنا استثمار حقيقي للوطن فأعدوا العدة لبناء البنية الأساسية لهذا الاستثمار ونحتاجهم لنتوكأ عليهم غدا…

همسة :-

اسقني كأس الحياة *** من رحيق الأمهات

إنني سر النواة *** لجميع الكائنات

ها أنا الطفل الجديد