بسم الله الرحمن الرحيم
سهام الحب
دخل الدكتور بكر عيادته على موعده المعتاد وأستقبله المساعد صابر ليحمل عنه حقيبته
ويفتح له باب الحجرة ويقفل الباب بعد خروجه وينظر الدكتور بكر لشهادته المعلقة في واجهة المكتب والتي تفيد انه حاصل على درجة الامتياز من جامعة ألمانيا في علم النفس وأخذ نفس عميق وهو يتذكر يوم تخرجه وعودته لبلاده منتصرا وقطع عليه حبل أفكاره دقات على الباب تفيد أن أحد المراجعين قد وصل
أرتدي قميصه الأبيض وجلس على كرسيه وأمر بالدخول ودخل رجل في الأربعين من عمره تبدو عليه علامات الإرهاق وجلس على الكرسي ورحب به الدكتور
وأخذ الرجل يتحدث أحاديث غريبة عن أناس يحاولوا قتله وأناس يريدوا أكله ويستمع له بكر بكل صدر رحب حتى أنتهي من حديثه وتكلم معه عن العلاج والموعد المقبل وانصرف الرجل ودخل رجل آخر لكن لا تبدو عليه أيا علامات للمرض ولم يكن مراجعا بل كشف جديد وجلس الرجل مبتسما يقول يا دكتور أنا جئتك بعد سماعي عنك أفضل الأخبار وإني لم أجد خيرا منك ليعالج زوجتي
رد بكر مبتسما وأنا لي الشرف سيدي وأنا أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي
تكلم الرجل قائلا أنا (باسم شهاب) رجل أعمال وزوجتي أسمها (سهام) وإني تزوجتها من أربع أعوام وهي كل حياتي وكل عائلتي في بداية زواجنا كنت ألاحظ عليها أنها تهتم كثيرا ان تكون جميلة في نظر من حولها طبعا لا أخفيك يا دكتر كنت أغار كثيرا ولكن الأمر قد تطور وأصبحت سهام تتمادي في هذا الأمر أحيانا نكون في مشوار فأراها تحاول لفت نظر الرجال الموجودين
في مرة فقدت أعصابي وضربتها وأثناء ضربي لها قالت لي إنها لاتشعر بما تفعل وإنه خارج عن إرداتها
فبدأت أفكر في أمر المرض النفسي وأستمر الامر ثلاث سنوات وقد عرضتها على طبيبين من قبل ولكن النتيجة إنها لم تتحسن وقد أتيتك لعلي أجد عندك العلاج
تكلم بكر قائلا يعني يا أخ باسم دعني أكلمك بصراحة أنت رجل أعمال وتستطيع الزواج مرة آخرى لماذا تجبر نفسك على هذا الوضع
رد باسم يا دكتور كلامك منطقي وأنا أحترم صراحتك ولكني أحبها كثيرا وهي ليس دائما هكذا ولكنها عندما تشاهد رجلا لا بد ان يعجب بها وتحاول جاهدة لتجعله كذلك وفقط لا يحد ث اكثر من ذلك
وافق بكر على العلاج وضغط الجرس المتصل بصابر قائلا أدخل مدام سهام يا صابر ولم يمضي وقت طويل حتى دخلت سهام وأنتبه بكر لرائحة المدام قبل دخولها فقد كانت رائحة تجذب الأنف والعين لينظر من صاحبة هذا العطر الصاخب وعرف من صاحبته إنها اجمل امرأة رأتها عيون الدكتور بكر فوجهها الأبيض المتسع يكاد يضي
وشفاهها الممتلئة والتي يغرق بها لون أحمر كدم ضحية من ضحايا سهام وعيناها التي فاق أتساعهما أيا وصف بلون أسود مظلم كالمستقبل والشامة الصغيرة التى نامت على نحرها وشعرها الغجري الذي كان مبتلا وكأنها خرجت من الحمام لتوها وأفاق الدكتور على صوت زوجها وهو يقول أعتذر أنا لأن عندي معاد مهم وحين تنتهي الجلسة سأمر لآخذك حبيبتي وكاد بكر يستوقف باسم ليخبره انه يرفض العلاج أو حتى أن يطلب منه البقاء لانه لا يفكر كيف سيكون مع هذا الوحش الأدمي وحده
ولكن باسم كان سريع ولم يعطه فرصة أن يتكلم وأنتبه بكر أن مساعده صابر قد وقف ينظر للسيدة ببلاهة فنظر له بكر قائلا صابر أنظر ماذا تريد المدام ان تشرب واقفل الباب خلفك
أنتبه صابر من خياله الجامح وقد خجل من نظرة بكر له وخر وهو يحسد الدكتور في داخله
طلب بكر من سهام ان تجلس على كرسي العلاج ولكنها لم تقم من مكانها قائلة بصوت رنان كالسحر دكتور هل أنا مريضة؟
أجابها بكر إن كل إنسان يمر بحالات نفسية وهذا بشكل مؤقت و قاطعته سهام بسؤال آخر دكتور هل تراني جميلة ؟
لم يجب بكر سؤالها وفي قرارة نفسة يقسم بأنها أجمل امرأة رأتها عيناه
مدام ممكن نكمل حديثنا على المقعد لو سمحتى
نهضت يحملها عطرها كالفراشه وبكر يتمنى أن تنتهي هذه الجلسة على خير وجلست ليسألها عن ما تعانيه من مشاكل وتكلمت سهام بأنها لاتعلم ما يحدث لها ولكنها ترى نفسها جميلة وتغضب جدا من الرجل الذي لا يقدر جمالها وتحب أن ترى الإعجاب في عيون كل من يراها تكلم معها لمدة ساعة وانتهت الجلسة وأتى باسم ليأخذ وحشه الصغير وظلت تتردد عليه جلسة تلو الآخري حتى إنه صار ينتظرها على أحر من الجمر وفي إحدى جلساتهم قالت له سهام ممكن أن أطلب منك طلب رد بكر طبعا بكل احترا م قالت لا أريد أن تناديني مدام أريد أن تناديني سهام فقط وأنا أناديك بكر ممكن رد بكر هذا يتنافي مع عملي سيدتي ولكن ساعتبرك صديقة ومن داخله كان يتمنى ذلك
واستمرت الجلسات وبكر يزداد تعلقا بها حتى جائه باسم يوما قائلا دكتور إن زوجتى قد تحسنت كثيرا جدا وأنا أشكرك على كل ماقمت به من أجلنا ودفع تكاليف الجلسات وذهب وظل بكر ينتظر كل يوم في معاد الجلسة ولكن دون جدوى واخذ يسأل نفسه ما إذا تريد منها يا بكر ؟
إنها متزوجة وبدا يقنع نفسه إنها لن تعود ولكنه أجاب عقله قائلا ولكني أحبها نعم أحبها
ولم تمضي إلا أيام قليلة حتى وجد سهام تطرق باب عيادنه وتدخل بثوب أخضر وكأن الطبيعة كلها قد نسجت على هذا الثوب ورقص طربا قلب بكر ولم يدري ماذا يقول
ولكن سهام قالت أنا أتيت لكن ليس للعلاج ولكن لحق الصداقة يا دكتور والا اقول بكر اجاب بكر بصوت مخنوق قولي ما تقولين المهم انك اتتيتي ضحكت بضحكتها الرنانة التي تذيب قلب اعتى الرجال واستمرت لقاآت سهام وباسم مع بكر حتى جائت سهام يوما الي بكر منهارة تبكي وقد انهكها البكاء وارتبك بكر ولم يعرف ما ذا يفعل ولكن اخذ يهديها فالقت نفسها بين ذراعيه وهي تنتحيب قائلة سيحجزون على بيتنا وعلى شركة باسم تكلم بكر وهو غير مصدق ان حبيبته بين ذراعيه ولكنه ابعدها قائلا من وكيف ؟
ردت لقد وقع باسم شيك لاناس على امل وصول شحنة بضاعة وضع كل امواله بها ولكن البضاعة تاخرت عن موعدها وقدم الدائنين الشيك للشرطة والان سيحجزون على املاكنا ان لم نسدد المبلغ خلال يومين والبضاعة لن تصل قبل اسبوع قال بكر وكم المبلغ المستحق اجابت ثلاث مائة وخمسون الفا اخرج صفيرا باسم من شفتيه لكبر حجم الميلغ ولكن استدرك قائلا ولكن زوجك رجل اعمال ولا اعتقد انه لا يملك هذا المبلغ تكلمت من وسط شلال دموع الم اقل لك انه وضعها ثمنا للبضاعة للشركة الاجتبية لعن بكر غبائه ولكنه استوقف سهام قائلا لا تبكي ساعطيكي المبلغ اليوم مساءا نظرت له مستغربة ولكن كيف قال لا تقلقي وحاولت ان تثنيه عن تصرفه ولكنه اصر على موقفه
واجرى اتصال ورد الطرف الاخر دكتور احمد امازلت تريد شراء العيادة والسيارة اجابه احمد نعم ولكن لماذا هل وجدت الافضل اني اعلم انت لا تقع الا واقفا قال بكر نعم نعم
ولكني اريد المبلغ الان ممكن اجاب احمد سيصلك المبلغ الان وكم تريد رد بكر اريد الان ثلاث مئة وخمسون الفا ونكمل حسابنا عندما نلتقي اجاب احمد لك ذلك يا صديقي
واتت سهام في الوعد واعطاها بكر المبلغ وقبل ان تاخذ المبلغ ارادت ان توقع لبكر على سند دين ولكنه رفض ذلك وبشدةوقبل ان تمضي اوقفها قائلا سهام بغض النظر عن الموقف ولكني اريد ان تعرفي شئيا قاطعته بيدها وهي تضعها على شفتيه لا تقل اني اعلم
وانا كذلك ولكن انت تعلم اني متزوجة وانطلقت سهام بقلب بكر وماله
وانقضى الاسبوع والاسبوع الاخر والشهر وبكر خجل ان يرفع سماعة الهاتف وعيادته وسيارته اصبحتا ملك الدكتور احمد واخيرا تغلب بكر على خجله واتصل بباسم ولكن هاتفه مغلق فطلب سهام ايضا هاتفها مغلق فذهب الي الفيلا فوجد قد كتب عليها سفارة فسال الحارس لمن هذه الفيلا اجابه انها السفارة الا تقرا رد بكر ولكن من متى اجابه الحارس انها للايجار وقد استئجرناها من المالك فقال بكر باسم ؟قال الحارس من باسم استئجرناها من المعلم خليل واذهب الان فقد اتى السفير
ومضى بكر وهو يحترق ويسخر من نفسه لقد قتله الوحش وذهب لبيته ونام نوما طويلا تجاوز الثلاث ايام وقد ابتلع ادوية تنيم عشر اشخاص وبعد ان افاق من نومه وتذكر حاله وحال عيا دته ذهب لصديقه احمد قائلا اريد ان اعمل معك في العيادة هل تقبل وافق احمد بعد ان عرف ما جرى لصديقه ولكنه قال له ان العيادة ستبقى كما هي فاسمك له وزنه وانا عيادتي الاخرى تحتاجنى والربح مناصفة ومضت الايام
ولم يتذكر بكر الا سهام بعيناها واحتضانه لها افاق من احلامه على صوت صابر وهو يقول دكتو لم يبق احد وقد تاخر الوقت اجابه بكر نعم اقفل الباب سنذهب يا صابر وذهب صابر ليغلق العيادة ودخلت الرائحة الت لا يخطئها انفه انها رائحتها ولكنه ظن انه يحلم ولكنها هي ودخلت سهام ونسي بكر كل شئ ولم يتذكر الا انه يحبها ورقص قلبه ايضا وانهارت سهام وافاقت على لمسات من يد بكر على جبينها وقالت له من وسط دموعها الجميلة سامحني يا بكر قد اجبرني باسم على لعب هذا الدور وانا لم اكن كذلك ولكنه تزوجنى صغيره وعلمنى هذه الطريقة القذرة لاسرق قلوب الرجال ومالهم سالها بكر مستغربا الم تكوني مريضة ؟ نفت سهام بهز رأسها يمينا ويسارا ولكن لماذا انا ؟ اجابت اتذكر يوم زفاف سوسن ابنة عمك ؟اجاب بكر نعم قالت لقد رئاك باسم هناك وسمعك تتكلم عن نجاحك وعن عيادتك وقع اختياره عليك وضع بكر يديه على راسه وقال اين باسم الان اجابت لقد مات وبكت مرة اخري قاطعها بكر كيف قالت لقد نصب على شركة كبيرة بمبلغ ضخم ولكنهم لم يكونوا متسامحين فقتلوه بحادث سيارة ولكنه قبل وفاته في المستشفى اخبرني بامرهم واعطاني هذا الشيك الذي يحتوي المبلغ الذي اخذناه منك وطلب مني ان اتي لك لاعطيك اياه وطلب منك ان تسامحه وانا اطلب منك ان تسامحني فهل ممكن … قاطعها بكر قائلا بحبك يا سهام نظرت له قائلة بعد كل هذا اجابها بحبك قالت بعد كل مافعلته اجابها بحبك قالت له والله لولا اني اخاف ان تظنني قلتها خوفا او طمعا لقلتها اجابها بكر بحبك بكت بفرحة وهي تحتضنه قائلة وانا بحبك يا بكر بحبك وتزوجها بكر واعاد فتح عيادته في مكان جديد وعاش مع سهام اجمل ايام حياته
بقلم محمود دياب
4/4/2017
20/ ربيع ثاني 1445مشاركة
التصنيفات