النمرة المسعورة تذرف الدمع السخين
هذه قصتي أرويها بكل صراحة وجرأة لأنه ليس لدي ما أخجل منه كي أخفيه.. فكل إنسان في هذه الحياة معرض للأخطاء.. وقد ظلمت نفسي وزوجي لكن الله سبحانه وتعالي انتقم مني بعد أن ظلمت أقرب الناس لي وهو زوجي وبعته من أجل رجل آخر ومن أجل دنيا زائلة وحياة فانية.
أسرد قصتي هذه كي تكون عبرة وعظة لكل زوجة جاحدة ظالمة في حق زوجها لتعيد حساباتها من جديد وتتذكر أن الله موجود علها تهتدي وتتوب.
تبدأ قصتي هذه عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري كنت كغيري من الفتيات في مثل عمري أحلم بالثراء والحياة المرفهة وأن يطرق بابي هذا الفارس الذي يمتلك ذلك الحلم الذي أتمناه.
أثناء دراستي في الجامعة تقدم لي شخص اعتقدت فيه أنه سيلبي لي رغبتي ويحقق لي حلمي.. هو يعمل في وظيفة جيدة.. ويتمتع بالأخلاق العالية الرفيعة.. لكني كنت أتطلع إلي من هو أعلي منه في المنصب والجاه والمال.. أما هو وإن كانت وظيفته جيدة إلا أنه ليس في منصب مدير أو رئيس قسم.. فظل أهلي يلحون علي بالموافقة ورسموا شخصيته لي في أبهي صورة حتي أقنعوني.. وفي النهاية وافقت علي الارتباط به.
بعد الزواج اكتشفت أنه رجل حساس للغاية.. مرهف.. طيب القلب.. عزيز النفس.. وفي الوقت نفسه اكتشفت أن دخله لا يلبي جشعي ونهمي للمال والحياة المرفهة التي كنت أتطلع إليها.. شعرت أن أحلامي قد نسفت وطموحاتي ئأدت.. أحسست بالظلم والقهر لأني لم أقنع بحياتي البسيطة.. فظللت أقارنه بالآخرين وأنكد عليه عيشه بشجار يومي ينتهي بالخصام عدة أيام فيعود ليصالحني بهدية ثمينة.. لكن أطماعي أكبر وطموحي ينفجر فلا أقنع بحالي.. أريد أن أسافر في كل إجازة إلي أوروبا وأشتري أغلي الثياب وأفضل الماركات العالمية وعيناي النهمتان تشخصان إلي شاهق الأماني وهو يكابد ليوفر لي ما أشتهي يلبي احتياجاتي صاغرا ذليلا.. يقترض من أجلي.. لكن كل هذا لا يروي عطشي لحياة أكثر رفاهية.
حتي كان اليوم الذي انقلبت فيه حياتي رأسا علي عقب كان مديري في العمل صاحب المنصب والجاه أعجبت بمركزه وسخائه تمنيت لو كان زوجي مثله.. وكنت أعقد المقارنات بينهما.. تلك المقارنات جعلتني أكره زوجي وأبغضه.. حتي أصبحت نفسيتي متوترة.. لاحظ مديري هذا.. وناقشني في الأمر.. أبحت له بكل معاناتي.. فأبدي تعاطفا معي.. يوما بعد يوم بدأت علاقتي بالمدير تكبر وتنمو في الوقت الذي كانت علاقتي مع زوجي تسوء أكثر فأكثر.. لكن زوجي كان متورعا عن إهانتي أو ضربي.. صابرا.. لينا.. حنونا.. كنت أفسر موقفه الكريم سلبا وعجزا وضعفا ما جعلني أواجهه بالتمرد والتكبر.
ترقيت في عملي.. فزادتني تلك الترقية عنادا وتعاليا علي زوجي.. قلت له في عنجهية: ترقيت وأنت محلك سر.. أداري خجلي منك أمام الناس.. تلقي كلماتي المسمومة بأسي قائلا: لكنك عشت طوال هذه السنوات معي ولا ينقصك شيء.. ولم أبخل عليك بحاجة.. ولم أقصر في تلبية رغباتك.. أعرضت عنه ولم تجد كلماته عندي صدي.
ذات يوم فاجأني مديري بأنه يود الارتباط بي وأنه لن يجد شريكة حياة مناسبة مثلي.. لكني متزوجة قلتها له بمرارة.. قال: وما يمنع؟ قلت له كيف..؟ قال: اطلبي الطلاق منه.. وبعد عدة شهور.. سنتزوج.. وانت حرة نفسك بعد هذه المحادثة بيني وبين مديري.. أخذت إجازة من عملي أسبوعا كاملا كي أفكر بالأمر حتي أصل إلي قرار يريحني.. كنت لا أفكر إلا في نفسي بمنتهي الأنانية دون أن أضع زوجي وأولادي وأسرتي في خانة اعتباري.
خرجت إلي زوجي كالنمرة المسعورة قائلة له: أريد الطلاق لأني سئمت الحياة معك.. ان مثلك أشبه بالميت.. ذهبت إلي بيت أهلي.. فتعاطفت أمي معي.. بينما هو ظل هناك مع الأولاد مهموما.. مجروحا.. مهانا دون أن يبريء ساحته أو يدافع عن موقفه.. فطلقني بهدوء.. فتعاطف أولادي معه.. والتفوا حوله شفقة ورحمة بأبيهم.
بعد خمسة شهور انتظرت مديري في العمل أن يخطو خطوته ويبر بوعده.. فإذا بوعده سراب بددته الحقيقة المرة.. هجرني إلي أخري.. وتركني مرمية علي حطام أذرف الدمع السخين.
****************
حقا.. من هان عليها زوجها وأولادها هانت في أعين الآخرين.
التصنيفات