الذيب أكل الذيب … قصة وقصيده
الشيخ شالح بن هدلان …. من رجالات الجزيره العربيه .. وأحد شعرائها اشتهر هذا الرجل بجانب الشهامه والذكاء … اشتهر بالكرم الحاتمي .. بل انه تفوق على حاتم .. وذلك باكرامه للانعام من الخيل والابل وغيره
حكى لي احد الشيوخ قصة جميله جدا عن هذا الرجل .. يقول
ان الشيخ كان كريم الى حد لايصدق … وانه من كرم الشيخ شالح انه كان يطعم العدو … يقول الراوي انه كان صاحب حلال ومال ومعطيه الله من رزقه …. وكان من حد الكرم انه تعدى لكرم العدو غير الصديق … سالت الراوي .. واحد يكرم عدوه … قال : أي نعم .. الشيخ شالح كان يكرم عدوه … قلت كيف ؟ قال :
كان الشيخ شالح في كل يوم يذبح شاة ويهديها للعدو اللدود للباديه … الا وهو الذيب .. وعلى هالحال كل يوم بعد مغيب الشمس ينحر شاة ويهديها بالهناء والعافيه للذيب !!!
قلت للراوي … طيب وشوله كل هالاسراف ( وبيني وبينكم قلت بنفسي .. او الله الخبل المتعافي … كل يوم شاة ) قال : ايه الله يسلمك … الشيخ كان ذكي وبلغ من ذكائه انه يهدي الذيب شاة ويأمن على الباقي … وكما هو معروف ان الذيب اذا سرح على الغنم فانه مايكتفي بوحده … لازم يخرب الدنيا فتلقاه يذبح عشرين شاة وياكل وحده !!!
قلت بنفسي : اذا مبدا موت الفرد من اجل الجماعه موجود من زمان !!!يقول الراوي : واحد يقول ان الشيخ يحب الذيب .. ودائما الا ويذكر احد صفات الذئاب في قصايده … فان كانت القصيده مديح فهو يستعين بصفات البطوله والهاء والكر والفر للذيب … واذا كان هجاء فهو يرمي قائله بصفة النذاله والخيانه الموجوده بكثره في الذئاب … ويدعم هذا القول ان اكبر ابنائه سماه (ذيب ) … ربما اعترافا بمحبته …
نعود للقصة .. لما كبر ذيب بن شالح … بداء ابوه يعتمد عليه وكان من ضمن المهام انه بعد مغيب شمس كل يوم ينادي عليه (ياذيب عشيت ربعك ؟؟ ) فيجيب فيرد الابن ( الله الله ياراعي الذيابه ).
…. الا ان صاحب الطبع صعب عليه تغييره .. والذيب من طباعه الخيانه … وبالفعل .. في احد الايام راح ذيب على عادته يجر معه شاة مذبوحه ويوم قرب للمكان المعهود والا الذيب متربص به وينط عليه من خلف ظهره وعلى غفلة من ذيب و…. ذبح الذيب ذيب …
يوم تأخر ذيب بن شالح بالرجعه .. بداء قلب ابوه يدق بساع …. وهو اللي ماعنده غيره …. والا اللي يجي من ربعه وينادي من بعيييييد (يابو ذيب … يابو ذيب ) وش السالفة – ابو ذيب يسال – قال له جالب الخبر ( الذيب … الذيب … الذيب أكل الذيب… الذيب اكل الذيب يابو ذيب ) …
احتسب الشيخ شالح مصيبته عند الله … ويوم صار اخر الليل .. وهو الوقت اللي عادة الذئاب تنادي بعضها البعض …. وكان ابو ذيب جالس …. هول الفاجعه طير النوم من عينه … ويوم سمع صياح الذيب واللي مايدري هو حسرة وندم …
أو اعلان الفوز بالغدر …
أو تاسفا على مافات …
لايهم … فقد رحل ذيب .. وبقيت صورة المنادي في عيون الشيخ شالح … (الذيب اكل الذيب ) وجادت قريحته الشعريه .. لتخرج بابيات صادقه من القلب لتصف ذيب … اللي من اسمه تاخذ علومه ابيات طويله نستشف منها ….ياذيب انا بوصيك لاتاكل الذييب *********** كم ليلة عشاك عقب المجاعه
كم ليلة عشاك حرش العراقيب *********** وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه
يضحك ليا صكت عليه المغاليب *********** ويلكد على جمع العدو باندفاعه
وبيته لجيرانه يشيد على الطيب *********** والضيف يبني في طويل الرفاعه
تكدرن لي صافيات المشاريب *********** وبالعون شفت الذل عقب المجاعه
ياربعنا ياللي على الفطر الشيب *********** عز الله انه ضاع منكم وداعه
من عقب ذيب، الخيل عرج مهاليب *********** ياهل الرمك ماعاد فيهن طماعهمع تحيات القناص
التصنيفات