غروب الشمس الساطعة فوق مدينتنا 10 تموز 2024
د . عدنان جواد الطعمة
حضرت قبل يومين إجتماع المصورين الألمان و المصورات الذي دام استمر إلى الساعة العاشرة مساءا فلم أوفق للذهاب إلى الجبل لتصوير غروب الشمس . أخبرت زوجتي
العزيزة مساء أمس أن نذهب سوية إلى الجبل للتجول و مشاهدة وتصوير غروب الشمس . كان الجو طيلة اليوم حسنا و حارا نسبية وكانت بعض السحب والغيوم تتحرك
بسرعة باتحاه مكان غروب الشمس . توجهنا إلى الجبل في الساعة التاسعة إلا عشرين دقيقة فوصلنا مقري الدائم في تمام الساعة التاسعة . بدأت بنصب كامرتين
على حواملهما لغرض إلتقاط الصور للغيوم والمناظر السماوية الزاهية الساحرة قبيل غروب الشمس , إستخدمت هذه المرة ثلاث عدسات مختلفة بالإضافة عدستي
الكامرتين . أما الكامرة الثالثة فهي كامرة إحتياطية في حالة حدوث عطل أو توقف إحدى الكامرتين . بدأت الرياح تهب بشدة وانخفضت درجت الحرارة بحيث شعرنا بالبرد
الشديد . جلست زوجتي طيل الوقت في سيارتها لتقرأ كتابا معها وتنظر إلى غروب الشمس بين حين وآخر . كانت الشمس شديدة الإنارة بحيث أني كنت ألاقي صعوبة
في النظر إلبها من خلال عدسات كامراتي . لاحظت هذه المرة أن قرص الشمس منتشر مكونا سطحا نورانيا عريضا وليس على شكل القرص أو الكرة أو الدائرة .
بدأت بتصوير السحب حول و بالقرب من الشمس و كذلك الشمس . و بالتدريج تحركت الشمس في مسارها المعتاد و بين ثلاث إلى خمس دقائق كانت الغيوم السودة والبنية
تغطيها أو تمر أمامها و فوقها . الجميل و الرائع في خلق الله سبحانه وتعالى بأن الشمس تجري في مسارها ونظامها الثابت الذي ليس فيه إسراع ولا إبطاء .
فلو أنها اقتربت لأحرقت الثرى أو أبعدت جمدت به الأحياء
وفي كل مرة تبهرني و تسعدني أشكال وألوان الشمس و بهائها وجمال وسحر الغيوم التي تكون أشكالا وكرات وكأنها بالات أو كرات قطنية أو صوف .
إشتدت الرياح جدا وصار الهواء زمهريرا بحيث ارتجفت و ثلجت يداي ، لكني واصلت التصوير بالكامرتين مرة بالأولي و مرة ثانية بالأخرى . كما لاحظت أن الشمس بدأت
تختفي خلف الغيوم و أشجار الغابات على الجبال والهضاب البعيدة منا . كانت السماء صافية في موقع طلوع القمر الذي أنتظره بفارغ الصبر . وفي تمام الساعة العاشرة
أنهيت التصوير و بدأت بفك الكامرات من حواملها و تغيير العدسات و حفظ الكامرتين والعدسات في شنطة و يف علبة كبيرة . وبعد ذلك قدمت زوجتي و حملنا الكرسي
وأجهزة التصوير و الحاملين ثم غادرنا الجبل في الساعة العاشرة وخمس دقائق . لابد لي أن اروي لكم هذه النكتة التي حدثت معي في البيت . وفي غضون ساعة كاملة
على الجبل كنت أغير واستبدل العدسات واجري تجارب والتقط الصور وأنظر إليها عما إذا كانت جيدة أم لا . وهكذا كانت يدي تبدل وتغير العدسات وأحيانا وجب علي الإسراع بربط
العدسة بالكامرة ربطا محكما . لقد تعب إصبعي الأيسر و شعرت بحكة خفيفة و وجعا خفيفا . وعنما بدأت بالبيت بتحميل جميع صور الكامرتين وأنقلها إلى كومبيوتري و فلوبي
ديسك إنترنه خارج الكومبيوتر لاحظت أن خاتم أو حلقة زواجنا غير موجودة في إصبعي الأيسر . كنت في تلك اللحظة متعبا جدا . ركضت إلى زوجتي وناديتها وأخبرتها بالقصة .
قلت وقالت لا فائدة الآن من الذهاب إلى الجبل لنبحث عن الحلقة بين الأعشاب والحشيش والدنيا ظلمة ، لكنا سنذهب مبكرا إلى المكان قبل أن يأتي أحد .
وبا دهشتي عندما نظرت كفي اليمنى، ضحكت وحمدت الله وشكرته بأن خاتم زواجنا على إصبعي الأيمن ، ضحكنا بقوة هههههههه . وحالي صار في تلك اللحظات مثل حال
الشخص الذي يبحث عن نظارته وهي على عينيه أو الذي يبحث عن ساعته وهي موجودة على معصمه . ههههههه
تقبلوا مني فائق ودي واحترامي
د .عدنان
ألمانيا في 11 تموز 2024
التصنيفات