القصة الأولى :
وهذه أم عبد الرحمن ، تأتي مع زوجها من أقصى جنوب الرياض إلى أقصى شرقه ، يتركها زوجها في المستشفى للعلاج ويذهب هو لدوامه ، وتمر عليها فترات تحتاج إلى المستشفى كل يوم تقريبا ، فاستغلت هذه المرأة الداعية المريضة جلوسها الطويل في المستشفى وانتظارها لدورها في العلاج ، استغلت الوقت بالدعوة إلى الله عز وجل ، والتذكير به سبحانه وتعالى ، وزيارة المريضات ، وتقوم بتعليمهن الصفة الصحيحة للطهارة والصلاة وأحكام طهارة المريض ، ولا تترك فرصة لدعوة ممرضة أو طبيبة إلا وتقوم بالدعوة، وهكذا تتنقل بين الأقسام وقد نفع الله عز وجل بها نفعا عظيما .

فاللهم اشفها وعافها ، فما أعظم الأجر ، تحمل في جسدها المرض ، وفي قلبها النور والإيمان والدعوة إلى الله عز وجل ، وتقوم بتنفيس الكربات عن المحزونين والمرضى ، واللــــــه عز وجل الموعد .

القصة الثانية :
امرأة أخرى مات زوجها وهي في الثلاثين من عمرها ، وعندها خمسة من الأبناء والبنات ، أظلمت الدنيا في عينها وبكت حتى خافت على بصرها ، وطوقها الهم وعلاها الغم ، فأبناءها صغار وليس عندها أحد ، كانت لا تصرف مما ورثته من زوجها إلا القليل ، حتى لا تحتاج إلى أحد ، وذات مرة كانت في غرفتها في شدة يأس وانتظار لفرج الله عز وجل ، ففتحت إذاعة القرآن الكريم وسمعت شيخا يقول : قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " . تقول هذه المرأة : فبدأت أكثر من الاستغفار وآمر به أبنائي ، وما مر بهم ستة أشهر حتى جاء تخطيط لمشروع على أملاك لهم قديمة ، فعوضت هذه المرأة
عن أملاكهم بملايين ، ووفق الله أحد أبناءها فصار الأول على أبناء منطقته ، وحفظ القرآن الكريم كاملا ، وصار الولد محل عناية الناس واهتمامهم ورعايتهم لما حفظ القرآن ، وتقول هذه الأم : وملأ الله عز وجل بيتنا خيرا ، وصرنا في عيشة هنيئة ، وأصلح الله كل ذريتها ، وأذهب الله عنها الهم والغم ، وصدق الله عز وجل إذ يقول : {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا}.

القصة الثالثة :
وهذا رجل صالح عابد أصيبت زوجته بمرض السرطان ولها منه ثلاثة من الأبناء ، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وأظلمت عليهما الأرض ، فأرشدهما أحد العلماء إلى : قيام الليل ، والدعاء في الأسحار مع كثرة الاستغفار ، والقراءة في ماء زمزم ، واستخدام العسل ، فاستمرا على هذه الحالة وقتا طويلا ، وفتح الله عز وجل على هذا الرجل و زوجته بالدعاء والتضرع والابتهال إليه جل وعلا ، وكانا يجلسان من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ــ على الذكر والدعاء والاستغفار ، فكشف الله عز وجل ما بها وعافاها ، وأبدلها جلدا حسنا وشعرا جميلا ، قال الله سبحانه وتعالى : {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون} .

القصة الرابعة :
وهذه امرأة صالحة ومتصدقة كريمة ، شهد لها بهذا الأمر المقربون ، خمسون عاما مرت عليها وهي بكماء لا تتكلم ، اعتاد زوجها هذا الوضع ، مؤمنا بقضاء الله وقدره ، وفي ليلة من الليالي استيقظت المرأة وبدأت تصلي بصوت مسموع ، فقام زوجها مستغربا فرحا ، ثم سمعها تنطق بالشهادتين نطقا صحيحا ، ثم تضرعت إلى الله عز وجل بالدعاء ، وكان زوجها ينتظرها تنتهي من صلاتها فرحا بها لكنها توفيت بعد قيامها الليل ، هنيئا لها ، فمن مات على شيء بعث عليه .

القصة الخامسة :
ذكر أحد الدعاة عن امرأة في روسيا ، امرأة غريبة في الدعوة إلى الله عز وجل ، والصبر على التعليم ، قد صنعت هذه المرأة ما لم يصنعه الرجال ، ظلت هذه المرأة خمس عشرة سنة تدعوا إلى الله عز وجل سرا ، أيام الحكم الشيوعي ، وتنتقل من بيت إلى بيت وتعلم النساء القرآن وتخرج الداعيات ، ولم تغفل أيضا عن أسرتها ولا عن أولادها ، فأولادها من كبار الدعاة في روسيا ، وأزواج بناتها الأربع كلهم من الدعاة أيضا ، وأحد أزواج بناتها هو مفتي البلدة التي تقيم فيها هذه المرأة .